كيف تكونين شريكة حياة مثالية .. كبسولة زوجية
أصبحت العلاقات الزوجية فى الاونة الاخيرة تواجه تحديات كبيرة متتالية تحتاج إلى وعي عاطفي وقابلية الاستماع للطرف الآخر ، وذكاء اجتماعي، ونضج فكري من كلا الطرفين ، وبالرغم من ذلك تبقى المرأة في أغلب المواقف هى قلب العلاقة النابض ، فهي القادرة على خلق الاستقرار، وإعادة التوازن من جديد ، بل وصناعة الفارق بين حياة زوجية روتينية ، وحياة أخرى مثالية ، وأخرى مملة وبائسة ، لذلك أن تكوني شريكة حياة مثالية فهذا لا يعني بالضرورة أن تكوني كاملة أو بلا عيوب بالتأكيد فهو أمر بعيد عن الواقع ، بل أن تكوني انثى واعية، وصادقة مع نفسك ومع شريكك ، تعرفى متى تصمتين ، ومتى تتكلمين ، و متى تتركين الأمور تمضي ومتى يجب التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فى هذا المقال سوف نناقش بعض النقاط الأساسية والحيوية ووضع كبسولة علاجية تساعدك ان تكوني شريكة مثالية ، بعيدًا عن المثالية أو بعيد عن مشاكل الحياة الروتينية.
تنمية الوعي الذاتي وفهم الشريك
العلاقات بشكل عام لابد وأن تبدأ بالوعي الذاتي ، وذلك عبر استخدام بعض الاسئلة لفهم زوجك أو شريكك، ومنها من أنا فعلًا؟ ، وما الذي يسعدني وما الذي حقاً يزعجني؟ ، وما هي احتياجاتي العاطفية والنفسية ؟ ، وما المطلوب مني أن أنتظر من زوجى أن يملأ فراغًا داخليًا لدي؟ أم أنني متصالحة مع ذاتي؟ .
وبعد أن معرفة الإجابات الصحيحة والمناسبة تماماً سوف تتصالحين مع ماضيكى ، وتتقبلين عيوبك بشكل أكثر واقعية ، بل وتكونى أكثر قدرة على احتواء الشريك دون أن عراقيل فى العلاقة من خلال مطالب غير واقعية ، فـ الهدوء الداخلي يخلق علاقة هادئة ومريحة ، والارتباك الداخلي يصنع علاقات فوضوية غير محببة .

كونى صديقة قبل ان تكونى زوجة لتدعيم العلاقة
يعتبر أغلب العلاقات الطبيعية تبدأ بالحب والرومانسية المفرطة والمشاعر المميزة ، ثم تبدأ فى الرجوع تدريجياً بعد الزواج بسبب الروتين وغياب الصداقة والنقاش اليومى المريح لكلا الطرفين ، فـ الصداقة فى الزواج تعني أن يكون الزوج هو الشخص الذي تستطيعين أن تظهري أمامه بكامل ضعفك دون تردد أو خوف أو خجل، وأن يكون هو أول من يعلم بنجاحك وتكونى واثقة من صدق مشاعره ، مقابل سخافات يومك الطويل الممل الخارجى .
ولذلك حاولى باستمرار ان تكسرى حاجز الروتين من خلال الضحك والمداعبة معه ، وشاركيه اهتماماتك ، وابحثي عن نقاط الالتقاء الفكرية ونميها باستمرار ، ومن المهم أن تكوني مستمعة جيدة قبل أن تكوني ناصحة دائمة ، وتذكري أن الزوج يريد أن يشعر بالأمان في وجودك، لا أن يكون تحت التقييم والرقابة طيلة الوقت ، فهو أمر مغاير تماماً للصداقة .
تقديم الاحترام والتقدير قبل النقد
المرأة التي ترى كل ما لا يفعله الزوج وتتغاضى عن ما يفعله تُفقده الحماس تدريجياً ، لذلك عليكى أن تمدحيه باستمرار و تبرزى تأثير دوره عندما يُبادر بشيء، حتى لو كان الأمر بسيط ولا يستدعى كل هذا ، فالرجل يحب أن يتم تقديره ليقدم كل ما لديه من حب واعتناء بالطرف الآخر ، ولا تجعلي أسلوب النقد هو الدائم حتى ولو كان هدفك هو الإصلاح ، واياكى واستخدام العبارات الجارحة معه فهو أمر مصيرى وغير مقبول تماماً لدى الرجال ، لابد وان تعرفى ان الرجال كالأطفال الكبار ، يتغذون على التقدير، ويذبلون تحت النقد المتكرر.
الذكاء العاطفي أثناء فترة الخلافات الزوجية
خلافات الزواج أمر طبيعي وجزء ثابت فى اى علاقة عادية وليست زوجية فقط ، وهو نتيجة لاختلاف الاراء والاذواق و التفكير ، ولكن طريقة إدارتها هي ما يفرق بين علاقة صحية وعلاقة أخرى غير صحية ، ولذلك من الضروري أن تختاري الوقت الانسب للنقاش، وتجنب الأوقات الخاطئة مثل أوقات الإرهاق أو الجوع أو الضغوطات النفسية ، مع اهمية عدم رفع الصوت، وعدم اللجوء لأى تهديدات أو أسلوب الصمت العقابي فهو أمر يعمل على هدم العلاقة بمرور الوقت ،ايضاً لا تستدعي أخطاء الماضي في كل خلاف فهو أمر سخيف في النقاش بالاخص مع التكرار ، فحاولي التركيز على المشكلة الحالية فقط على اقل تقدير ، واطلبي الحلول لا التصعيد.
حتمية استمرار العلاقة الحميمة
قد يعتقد البعض أن العلاقة الحميمة هى عبارة عن أسلوب تواصل جسدي فقط وهو أمر خاطئ جملة وتفصيلا ، فهى أيضًا علاقة نفسية وعاطفية ، والكثير من النساء يقعن في فخ الإهمال بعد الزواج أو الإنجاب والانشغال بالاطفال والخضوع لروتين الحياة ، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالفتور والملل للعلاقة بمرور الوقت ، ولذلك عليكى بأن تجددى باستمرار في أسلوبك وكوني مبادرة أحيانًا ، ولا تربطي العلاقة بالواجب فقط، بل اجعلي منها أوقاتاً خاصة و مميزة بينكما ، ولا تخجلى من التحدث معه بصراحة عما يسعدك وما لا ترتاحين له ، وايضاً اسمعى له فى ما يسعده أوقات العلاقة الحميمة لكي تكون ناجحة وتبني جسورًا من الحميمية والثقة بينكما .
تدعيم قرارات شريك حياتك بشكل مناسب
الشريكة المثالية ليست من هى تُطالب زوجها دائمًا بأن يكون قويًا، بل هى من تقبله حتى في أوقات الضعف والانكسار فهو بشر ، ولذلك حاولي ان تكوني انتي مصدر التشجيع اوقات الفشل، لا شخصًا يزيد من الضعف والهم ، ولابد ان تؤمنى بطموحه وتدعيمه فى خطواته حتى وإن كانت بطيئة من خلال الاقتراحات والحلول ، واياكى وان تسخري من أحلامه وهواياته فالعقول طبيعي أن تختلف ، بل شاركيه اهتمامه باستمرار وتبادلى الآراء باهتمام ، وتذكري دائماً أن كل رجل قوي خلفه امرأة آمنت به ودعمته .
ضرورة ترك مساحة شخصية كافية لحياة مثالية
عليكى عزيزتى ان تعرفى ان الرغبة في التقرب لا تعني ابداً التملك للطرف الآخر ، فالزوجة الواعية هى من تخلق توازنًا بين الاهتمام الزائد والمساحة الشخصية لزوجها وأن لا تُلاحقيه بالأسئلة المملة بكل لحظة ، فلابد وأن تسمحي له بأن يخرج مع أصدقائه أو يقضي وقتًا بمفرده إن أراد دون شكوك أو متابعة مزعجة ، ولا تحاولى فتح هاتفه أو تراقبي تحركاته فالثقة تُعطى لمن يستحق، ويتم سحبها أوقات الضرورة وليس بالمراقبة والازعاج المستمر .

استخدم الصدق باستخدام اللين والبعد عن الانفعال قدر الإمكان
الصدق بشكل عام لا يعني بالضرورة الحزم والقسوة ، ولذلك عليكى أن تكوني صادقة دائمًا فالصدق منٌجى ، ولكن عليكي أن تحذري من إختيار الكلمات بعناية ، ولا تقولي الحقيقة بشكل صادم والمقارنة بازواج أخرى على سبيل المثال فهو أمر غير مقبول تماماً ، بل عليكى بمدحه وقت الأفعال المحببة لكي ودعميها فالكلمة الطيبة تغير الشعور حتى في أصعب الأوقات .
ادعمي جمالك الخارجي مع الداخلي باستمرار
المرأة الذكية هى من تداوم على الاهتمام بمظهرها وتعزيز جمالها وثقتها بنفسها باستمرار ، لأن تلك الثقة تنتقل للزوج بمرور الوقت وحينها تُرسل رسالة غير مباشرة للزوج بأنها تستحق الحب والتقدير والاهتمام ، لذلك عليكى عزيزتى ان تهتمي بأناقتك وجمالك بشكل مستمر ، لا من أجله فقط، بل من أجلك أيضًا ، مع المداومة على ممارسة رياضة أو هواية محببة ، أو جددي في مظهرك بشكل مستمر ، ولا تجعلي الروتين يسرق حيويتك وعمرك ، فالمرأة الجميلة تجذب العين والمرأة المتجددة تحتل قلب من تحب طيلة العمر .
الصلاة والتقرب الى الله معاً
من الجميل ان يكون هناك هدف سامي مشترك كـ التحدث عن الأحلام المشتركة وسرد الذكريات والاهم هو مشاركة الصلاة والدعاء معاً ، وحينها تصبح الخلافات أقل حدة، وتصبح العقبات فرصًا للتقدم خطوة للأمام وليس العكس .
فى النهاية
فى النهاية عزيزتي المرأة عليكى ان تعرفى ان تكونى شريكة حياة مثالية هو أمر ليست بالخارق أو المستحيل ولا يحتاج الى أن تكوني مثالية في كل شيء، بل كل مافي الامر انه يتطلب أن تتسمي بالوسطية والتعقل فى كل شىء من الصدق وإظهار الاهتمام والمشاعر والتعلم من الأخطاء دون أن تُفقدي نفسك في العلاقة ، وذلك لأن المرأة العاقلة هي من تُحب بوعي، وتسامح بحكمة، وتعمل على تطوير ذاتها باستمرار لتكون هى مصدر الامان والحب الدائم لزوجها .