رفض الطفل الرضاعة الطبيعية الأسباب والحلول الفعالة
الرضاعة الطبيعية هى افضل غذاء بالطبع للرضع والأطفال فى بدايات عمرهم حيث يعمل لبن الأم على مساعدة تكوين جسم الطفل بالشكل الأمثل بدنياً وعقلياً وإمداده بالعناصر الغذائية لتطوره بشكل مستمر نظرا لسرعة النمو خلال الأشهر الأولى ، ولكن هناك بعض المشاكل قد تواجه الأم تجعل الرضيع يرفض قبول الرضاعة الطبيعية ، مما يجعل الأبوين فى حالة حيرة وتوتر مستمر لحل تلك المشكلة قبل اللجوء للرضاعة الصناعية ، فما هي أسباب رفض الرضاعة الطبيعية ، وهل لها حلول فعالة ، وطرق التعامل السليم ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة .

أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية
تتعدد وتختلف أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية فمنها أسباب تتعلق بقابلية الطفل لمذاق وطريقة تناول لبن السرسوب ، وهناك أسباب متعلقة بالجانب النفسي للأم و تأثيره على إنتاج الحليب بالشكل الأمثل مما يجعل الطفل ينفر منه ، او مشاكل أخرى متعلقة بأسلوب وطريقة ارضاعه وهل تناسبه أم لا ، ومنها :
حالة الام النفسية
هناك حالة عاطفية بين الأم ورضيعها خصوصا فى فترة الرضاعة الطبيعية نظرا لقربهم الدائم والمستمر خلال تلك الفترة ، حيث أن حالة الأم النفسية السيئة قد يتأثر بها الرضيع ولا يقبل تناول الحليب الخاص بها فى حالة الشعور بأنها متوتره او غاضبة أو غير مسترخية بشكل عام أو حتى تغير روتين بداية إرضاعه ، نظرا لأن توتر الأم يؤثر أحيانا على انتاج وادرار اللبن للرضيع ، وفى حالات نادرة قد يرفض الطفل الرضاعة لعدم التفاهم والقبول بينه وبينها .
طريقة الرضاعة
تعد طريقة الرضاعة المستخدمة للطفل عاملا كبيرا فى قبول الطفل من عدمه فإذا كان الطفل لا يحظى بالراحة الكاملة فانة اما ان لايكمل تناول الحليب او يرفضه من الأساس ، لذلك لابد من مراعاة وضعية الطفل ان يكون امام الحلمة مباشرة دون العناء للوصول إليها مع الامساك بالهالة بالكامل داخل فمه وليس الحلمة فقط ، وعلى الام تبديل الوضعية وتبديل الثديين كلما زادت فترة الرضاعة لراحتها هي ورضيعها .
تألم الطفل
من الأسباب الواردة لـ رفض الرضيع لتناول الحليب هو شعوره بآلام أثناء فترات الرضاعة ، واهمها هى فترة التسنين حيث ان اللثة تنشق وتصدر الما قويا يمنعه من الرغبة في الرضاعة بشكل عام نظرا لانقباض وتورم اللثة كلما حاول امتصاص الحلمة ، ايضا من الممكن أن يكون مصابا بالتهابات داخل الفم تعيقه من الرضاعة أو أعراض اخرى مثل انسداد الأنف أو التهاب الاذن او الاصابة بدور انفلونزا .
مشاكل صحية للطفل
قد يعاني الرضيع من بعض الأعراض والمشاكل الصحية التى تتسبب فى إعاقته من الرضاعة بالشكل الأمثل ، مثل مشكلة زيادات اللسان أو ما تسمى باللجام أو قصر طول اللسان وهو مايمنعه من تناول وجبته بصورة طبيعية ، أيضا قد يعانى من ضعف عضلات اللسان وهو يعيقه من الإمساك بالحلمة بالشكل الأمثل ، وقد يكون مصاب باليرقان وهي تحد من نشاطه وإرادته فى الرضاعة .
مشاكل صحية للأم
احيانا تكون مشكلة عدم التمكن من إرضاع الطفل طبيعى تكمن في الام نفسها ضمن عدة أعراض مثل الاصابة بتورم او التهابات قوية بالثدى تجعل الطفل ينفر منها نتيجة التأثير على مذاق لبن السرسوب ، وبعض الأمهات قد تعانى من قلة انتاج الحليب وهو ما يجعل الطفل يميل من المحاولات والاستسلام ثم الرفض النهائي لها ، ايضا تشققات الحلمة تؤثر على سلامة الرضاعة الطبيعية ، إصابة الأم بمشاكل متعلقة بالظهر او الرقبة تعيقها من الاستمرار فى الرضاعة لفترات حيث تأثير الأم إلى الطفل ويمتنع عن الرغبة في تناول وجبته منها .
استخدام الببرونة
من المشاكل الشائعة التى تلجأ إليها الأمهات لإسكات الأطفال هى استخدام الببرونة أو الحلمة الصناعية بشكل مبالغ فية ويبنج عنه بمرور الوقت تعود الطفل عليها بل وتفضيلها على الرضاعة الطبيعية نظرا لسهولة تدفق الحليب بها وتغيير روتين الطرق الطبيعية .
طعم الحليب
بمرور بعض الوقت من إرضاع الأم لطفلها طبيعيا وبعد التعود على مذاق معين للبن السرسوب قد لا يقبل تغيير هذا الطعم نظرا لعدد من التغييرات الواد حدوثها مثل تناول الأم لبعض الوجبات تؤثر على مذاق الحليب مثل مكسبات الطعم والتوابل او الثوم والبصل وغيرها أو بعض الأعراض الطبيعية مثل موعد الدورة الشهرية أو تغير الهرمونات أو حدوث حمل ، أو فى حالات تبادل الرضاعة الطبيعية مع الرضاعة الصناعية فيفضل طعم الحليب الصناعى بما يحتوى على سكريات أعلى نسبياً .

طرق التعامل الصحيحة لرفض الطفل الرضاعة الطبيعية
نقدم لكى بعض الحلول المجربة عزيزتى الأم للتعامل السليم لـ رفض طفلك للرضاعة الطبيعية ، حيث أن لكل طفل سبب مختلف قد يتعلق به أو يتعلق بالأم نفسها أو بالحالة النفسية والمزاجية لكليهما ، ومنها :
- يجب ان تكون الام فى وضعية سليمة تساعدها على الاسترخاء لفترة الرضاعة كاملة دون مشاكل تؤلم يديها ورقبتها وظهرها ، حيث ان راحتها تؤثر على قابلية الرضيع وتدفق اللبن.
- لابد من عدم الثبات على نفس الوضع لفترة تزيد عن النصف ساعة فلابد من تبديل الطفل على الثدى الاخر لراحة الطرفين ، مع تغير الوضع بالكامل فى حالة الاستمرار لفترات أطول مثل حمل الطفل بشكل عمودي او وضع المهد أو وضع الكرسي وغيرها .
- فى بداية كل رضعة لابد أن تلاحظي طريقة فم الرضيع ، فلابد أن تكون ملتصق بالثدى والهالة بأكملها داخل فمه وليس الحلمة فقط مع وضعيته المقابلة لصدر الأم أن لا يكون اعلى منه او اسفل بمسافة كبيرة ليتمكن من الرضاعة بسهولة .
- عند الوصول الى مرحلة التسنين لابد من محاولة العلاج واختيار التوقيت الأمثل للرضاعة ، يمكنك استخدام جل التسنين قبلها بفترة للتسكين واستخدام عضاضة فى حالة الحاجة لها وتسريع شق السن .
- يجب زيارة طبيب الأطفال بشكل دوري خلال الأشهر الأولى للتأكد من أن الطفل لا يعانى من اى امراض او مشاكل بالفم مثل اللجام او التهابات أو قروح تعيقه من الرضاعة الطبيعية .
- لابد من مراعاة نوعية الطعام الذى تتناوله الأم فيجب أن يكون صحى متوازن يحتوى على الفيتامينات والكالسيوم والبروتين لتحسين جودة الحليب للطفل .
- حاولى زيادة تدفق اللبن للطفل عن طريق تدليك الثدي برفق قبل الرضاعة ، وعند ملاحظة قلته أثناء الرضاعة يجب الضغط للأسفل حتى يتحسن التدفق له .
- حاولى التقليل من استخدام الزجاجة لسرعتها وسهولتها مقارنة بالرضاعة الطبيعية ، مع افضليتها في تمكينه من رؤية ما يحدث حوله .
- تعويد الطفل على طرق جديدة يحتاج إلى بذل بعض المجهود والمثابرة حتى يقبل الطفل الوضع الجديدة فكوني قوية وواثقة من التحدى الخاص بكى .
فى النهاية
يعد رفض الطفل للرضاعة الطبيعية أمر وارد الحدوث ومختلف فى أسبابه ونتائجه من حالة لأخرى ، فمنها مشاكل قد تكون طبيعية متعلقة بالطفل ، وأخرى ترجح لحالة الام النفسية والصحية وحالتها المزاجية التي قد تكون مضغوطة الى حد ما خلال الفترات الأولى للولادة نتيجة الألم ، ولكن لا تقلقي فلكل مشكلة أكثر من حل عند مراجعة ماتم ذكره خلال السطور السابقة لكى ولطفلك ، وفى حالة عدم معرفة السبب يفضل الرجوع للطبيب لاستشارته واعادة الفحص للتمكن من معرفة السبب الحقيقي لرفض الطفل ، فى النهاية نتمنى ان نكون قد وفرنا بعض المعلومات المجربة لكى عزيزتى لتجاوز تلك المرحلة الحساسة والهامة ، فنحن فى زمردة نضع راحتك الجسدية والنفسية فى المقام الأول .