لماذا يبكي الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية
بالتأكيد مشاهدة الطفل يبكي أثناء الرضاعة الطبيعية أمر مزعج ويسبب التوتر للأم ، بالرغم من أن الأمر يعتبر شائعاً ولا يعتبر حالة منفردة للطفل فقط ، لكن الرضاعة الطبيعية تعتبر من اللحظات التي تقرب الام من طفل وشعورها بأحساس هي فقط من يمكنها وصفة وليس فقط توفير الغذاء للطفل ، ولهذا السبب يجب معرفة الاسباب التى تبكى الطفل ومحاولة تجنبها قدر الإمكان واكتساب الخبرات الكافية لجعل الطفل يستمتع أكثر بوجبته الطبيعية ، فما هي أسباب بكاء الطفل وكيفية علاجها وتجنب حدوثها مرة أخرى هذا ما سوف نناقشه فى السطور القادمة .
أسباب بكاء الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية
هناك عدد من الأسباب التي قد تكون سبب لبكاء الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية وتمنعة من تناول وجبته بالشكل الأمثل ، وهي قد تتعلق بالطفل نفسه أو بأمور أخرى تخص الأم وعليها مراجعتها ، مثل:
وضع الرضاعة غير صحيح
تختلف راحة الأطفال من وضع الرضاعة من طفل لآخر حيث البعض لا يتقبل الرضاعة إلا من خلال وضعه المفضل مما يجعله يبدأ بالبكاء للتعبير عن عدم راحته ، لذلك عليكى بمعرفة وضعه المفضل والاستقرار عليه ليتمكن من تناول وجبته بأكثر أريحية ، ومن المشاكل الشائعة ايضا قد تكون قمة الحلمة مسدودة من تراكم الحليب القديم عليها والطفل لا يصله الغذاء فيعبر عن غضبه بالبكاء .
الشعور بالجوع الشديد
عند وصول الرضيع لمرحلة الجوع المفرط فإنه يحاول أن يعبر عن ذلك الشعور بالبكاء والتوتر بحركة يديه ورجليه حتى يبدأ فى الرضاعة ويستقر توالياً ، أو بشكل أخر قد يبكي الطفل لعدم كفاية لبن الأم له ،أو يرفض الرضاعة بسبب شعوره بتغير فى طعم اللبن أو رائحته نتيجة لنوع الطعام التى تتناولها الأم .
مشكلة تدفق حليب الأم
مشكلة تدفق الحليب ايضا من المشاكل الشائعة التي تتعلق بإنتاج الأم من اللبن فإنه أحيانا يكون تدفق سريع وفى تلك الحالة لايلاحق الطفل على ابتلاع كميات اللبن الكثيرة مما يجعله يشعر بعدم الراحة والاختناق ، أو يكون تدفق بطيء مما يجعله يبكي لشعوره بعدم الشبع بالشكل الكافي ويستغرق وقتا كبيرا .
مشاكل الجهاز الهضمى أو المغص
تعانى الاطفال من اعراض عديدة تؤرق عملية الرضاعة لديهم مثل ارتجاع المريء الذي يعاني منه عدد كبير من الأطفال أو الشعور بالمغص وآلام بالمعدة نتيجة لتراكم الغازات نتيجة لابتلاع الهواء مع الحليب اثناء اوقات الرضاعة مما يجعله يعبر عنه بالبكاء المتواصل ، وهناك أيضا حالات مثل مشاكل تتعلق بحساسية الطفل من بعض الوجبات التى تتناولها الأم وتنتج طعم ورائحة فى اللبن مما تسبب تشنج بالجهاز الهضمى للطفل.
التسنين
أيضا من الأعراض الشائعة هي بداية فترة إنبات الأسنان في فم الرضيع وهى تسبب الآلام ليست سهلة لشق اللثة وظهور الأسنان ، وبالتأكيد تؤرق الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية ويعبر عن الألم بالبكاء .
الشعور بألم
قد يكون سبب بكاء الطفل عند الرضاعة الطبيعية هو الشعور بألم في إحدى أعضاء جسمة مثل التهاب الحلق أو الأذن أو انسداد الانف ، فيعبر عنها بالبكاء.
الإصابة بتشتت الأنتباه
تشتت انتباه الرضيع هى مرحلة تبدأ من عمر 3 لـ 6 شهور ، حيث يزيد الإدراك لديه ويكون أكثر فضول فى معرفة ما يدور بالمكان ، فينتج عنه عدم الشبع من حليب الأم والبكاء .
أسباب أخرى
هناك أمور أخرى تسبب بكاء الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية مثل بلل الحفاض أو شعوره بالبرد أو الحر حسب المناخ أو شعوره بالإرهاق خصوصا فى الرضاعة الأخيرة قبل النوم .

ماهى طرق التعامل مع بكاء الطفل أثناء الرضاعة
تتغير طرق التعامل مع بكاء الأطفال أثناء الرضاعة من طفل لآخر ، لأن كل طفل له ظروفه الصحية ، وأوضاع راحته المحببة أثناء الرضاعة ، بالإضافة إلى الخبرات التي تكتسبها الأم من المواقف السابقة التى تسببت فى بكاءه واكتشفتها مع مراعاة تجنبها فى المرات المقبلة لضمان راحة الرضيع وعدم البكاء ، ومن أهم الطرق الشائعة :
مراجعة الأسباب الخاصة بالطفل
لكل أم غريزة بينها وبين رضيعها تفهم من خلاله سلوك الطفل ومتطلباته دون عن الآخرين فالاطفال مختلفون فى متطلباتهم وأعراضهم التي تؤرقهم ، بالإضافة الى الخبرات من المواقف السابقة التي تم معالجتها لعدم لجوء الرضيع للبكاء ، هل هو ألم فى المعدة أو جوع شديد أو أنبات الأسنان .
وضع الطفل الصحيح للرضاعة
فى البداية يجب وضع الطفل بالشكل الذي يناسبه طبقا لتجربة عدد من الأوضاع والاستقرار على الوضع المحبب له ، والذى فى الغالب يكون رأس الرضيع وبطنه مستويين، ويكون فمه يغطى هالة الحلمة بشكل كبير وأنفة تكون قادرة على التنفس بشكل طبيعي ، وبالنسبة للأم فيفضل أن تكون مستلقية بشكل يساعدها على الاسترخاء بشكل مناسب لان توترها احيانا يصل للطفل وتجعله يبكى.
اختيار بيئة مناسبة
وقت الرضاعة هو وقت تناول الطفل لوجبته المفضلة لذلك يجب عليكى تهيئة أجواء مناسب تساعده على الاستمتاع بها وعدم تشتته بما حولك ، لذلك يفضل اختيار مكان هادىء بعيد عن الضوضاء والاضاءة العالية بهى جميعها عوامل يحبها جدا.
التجشؤ
تأكدى من إجراء عملية تجشؤ الرضيع لاخراج الهواء الذى يبتلعه وقت الرضاعة وعدم تسببه لغازات تؤلمة .
محاولة تهدئة المغص والغازات
بعد إنهاء عملية الرضاعة وشبع الطفل يجب عمل تدليك بطن الرضيع بحركات دائرية بلطف لمساعدته فى الهضم وتهدئة تقلصات المعدة والمغص .
متابعة تدفق اللبن
يجب متابعة الأم لمعدل تدفق الحليب للطفل ، فإذا كان تدفق سريع فيمكن شفط كميات قبل الرضاعة لتقليل التدفق ، وإذا كان بطيئا فمن خلال تدليك الثدى عدة مرات سيستجيب وينتج اللبن ويبدأ فى التدفق.
تعديل نظام الأم الغذائي
يجب على الأم تعديل سلوكها الغذائي أثناء فترات الرضاعة بعدم تناول الوجبات السريعة والطعام الذى يحتوى على مكسبات طعم وتوابل ، و انواع الطعام التى تسبب انتفاخ القولون ، لتجنب انتقالها للطفل ويعبر عنها بالبكاء.
استشارة الطبيب
عند بكاء الرضيع المتواصل وعدم معرفته سبب بكائه المستمر يفضل الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة السبب وعلاجه .

الحالات التي تستوجب أستشارة الطبيب
كما أن هناك حالات بكاء الطفل عند الرضاعة الطبيعية يمكن للأم معرفتها وعلاجها بشكل فورى ، هناك أيضا حالات عند ملاحظتها لا يفضل عمل اي اجراء الا من خلال طبيب الاطفال و وتشخيص الحالة ، مثل الحالات الآتية :
ظهور الحمى وفقدان مستمر في الوزن ، والاسهال ، والقيء المتكرر ، وسكون الطفل لفترة عكس عادته ، وصعوبة التنفس ، حيث ان كل طفل مختلف فى الإعراض عن باقى الأطفال من خلال عاداته اليومية ، فعند ملاحظة اى تغييرات ملحوظة تثير الشكوك يجب مراجعة الطبيب أولا بأول للاطمئنان خصوصا الشهور الستة الأولى لصعوبة تعبير الطفل .
فى النهاية
بكاء الطفل عند الرضاعة الطبيعية بدون شك هو يعتبر مصدر قلق للأمهات لعدم معرفتهم سبب المشكلة فالطفل فى تلك الفترة يعبر عن أي شي يؤرقه فقط عن طريق البكاء ويحاول إيصال رسالته بطريقته الخاصة ، ولكن كل أم تربطها علاقة حميمية خاصة برضيعها تستطيع فهمه دون عن الجميع ، ولكن عند ملاحظة استمرار البكاء دون توقف واختلاف درجة صوته لا تترددي في استشارة طبيب مختص للاطمئنان على حالته الصحية للتعامل بشكل أفضل فى حالة وجود أي أعراض تشير لمشاكل في صحة الرضيع ، وعليكى أن تعلمى أن الرضاعة الطبيعية هى أفضل وسيلة لتغذية الطفل بشكل مثالي ومهما كانت المشاكل بها فهى تعتبر الأقل مشاكل من الطرق الأخرى.